الأربعاء، 20 أغسطس 2014

نظرة عن مفهوم المكتبات الافتراضية



مع حلول الألفية الثالثة يتضح جليا أن الإنسان حقق تطورا هائلا في مجال التقنية والمعلومات والاتصال ، حتى أصبح العالم أشبه ما يكون قرية صغيرة ، وتعد المكتبات من أهم المؤسسات التي استفادت من هذا التطور التقني بصفة عامة والجامعية بصفة خاصة نظرا لطبيعة خدماتها ومجتمع مستفيدها ، وذلك من خلال توظيفها لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في مختلف أنشطتها للارتقاء بمستوى الأداء وتقديم خدمات بأفضل الوسائل حتى يتسنى لها تحقيق السرعة والدقة والشمولية المطلوبة .
ولأن مهمة المكتبات الجامعية وهدفها الأسمى والذي قامت من اجله وهو الحصول على مواد المعلومات وتنظيمها وتسهيل الوصول إليها بأسرع الطرق وأيسرها والذي سعت دوما لتحقيقه.
فمن التسجيل على الحجارة وغيرها من الوسائط البدائية ، مرورا بتطورات كثيرة منها اختراع الورق ثم الحدث الأكبر والمهم وهو اكتشاف الطباعة ، فكانت الثورة الكبيرة والنقلة النوعية حيث انتشر الكتاب المطبوع والذي كان له الدور والأثر الكبير في تطور العالم وصولا إلى ما يعرف بثورة المعلومات ، ونتيجة الانفجار التكنولوجي في ميدان المعلومات والاتصال من ظهور المصغرات الفيلمية والمواد السمعية البصرية إلى المختزنات الالكترونية والتي بدورها أدت إلى تزاوج بين تقنيات المعلومات وتقنيات الاتصال ، مما نتج عنه ظهور شبكات الحاسبات المتصلة بقواعد المعلومات ، لتظهر في أواخر القرن الماضي اكبر ثورة معلوماتية ألا وهي الانترنيت . الأمر الذي جعل متابعة المعلومات والتحكم في الإنتاج الفكري والمتزايد بصورة لم يسبق لها مثيل أمرا يزداد تعقيدا بل يجعله مستحيلا بالطرق وأنظمة المكتبة التقليدية.
لذلك عملت الكثير من المكتبات بمختلف أنواعها على ملاحقة هذه التطورات من تقنيات حديثة ونقلها وتطويعها في مختلف الأعمال والأنشطة المكتبية.
وفي ظل البيئة التكنولوجية السائدة حاليا ظهر جيل جديد من المكتبات تتميز بالاستخدام المكثف لتقنيات المعلومات والاتصالات والحوسبة واستخدام النظم المتطورة في اختزان المعلومات واسترجاعها وبثها ومن بينها المكتبات الرقمية والافتراضية والتي تحفظ جميع واغلب مقتنياتها على أشكال مقروءة آليا مع إمكانية الإطلاع عليها على الشبكة العنكبوتية ؛ بديل للمطبوعات التقليدية .
ومن هذا المنطلق أدركت البلدان المتقدمة ما للمكتبات من قيمة وهو ما يتجلى بوضوح من خلال " توصية اجتماع الدول السبع الأكثر تصنيفا الذي أقيم  ببروكسل في فيفري 1955 والذي نادى بإنشاء مجتمع
المعلومات من خلال ( تكثيف الربط الرقمي بين مختلف المكتبات لتوسيع الزاد المعرفي على أوسع الحدود ) وهذا ما يعني التوجه نحو حفظ الإنتاج الفكري برمته على أوعية رقمية كافة المحاور " .[1]
وفي ظل هذا التوجه الدولي نحو مجتمع المعلومات الرقمي تسعى بعض المكتبات العربية جديا وراء التطوير ، واستخدام أحدث التقنيات لإتاحة المعلومات وذلك بما يتوفر لها من إمكانيات مادية وبشرية ؛ إلا أن معظمها يفتقر إلى المرشدات والأدوات والدراسات في هذا السياق ، ولقد برزت مشكلة الدراسة من بعض المكتبات في العالم العربي عن بدئ مشروعاتها للمكتبة الافتراضية والتي جاءت متأخرة زمنيا عن مثيلاتها في الدول المتقدمة ، مما استلزم بالتبعية رصد تلك المحاولات واكتشافها لما لها من أهمية في تحديد أهم المكتبات الافتراضية العربية على شبكة الانترنيت وعليه فان التساؤل الجوهري لهذه الدراسة جاء كآلاتي :
ما مدى تطبيق مشروعات المكتبة الافتراضية بالعالم العربي ؟  وما هو واقع مواقعها على الشبكة العنكبوتية


1- عيسى صالح محمد، عماد. مشروعات المكتبة الرقمية في مصر: دراسة المتطلبات الفنية والوظيفية.أطروحة دكتورة .قسم علم المكتبات والمعلومات: جامعة حلوان:مصر، 2004 ملخص لها متاح على الانترنيت على موقع.info/news/d  lib.pdf. Http // : www .cybrarians تاريخ الزيارة (25/03/2011).

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا اسجل رسالة عن معمارية المكتبات الافتراضية هل يمكن افادتنا بمادة علمية عن هذا الموضوع
    انا علي محمد علي جامعة بني سويف علي الفيس لو امكن التواصل على الفيس "ali_modern2010@yahoo.com

    ردحذف